عدّ النساء كائنات فريدة ذات احتياجات صحية خاصة، من الدورة الشهرية إلى الحمل والولادة وانقطاع الطمث، يمرّ جسم المرأة بتغيرات متعددة تؤثر على صحتها العامة والتوازن الداخلي. تلعب البروبيوتيك دورًا هامًا في تعزيز صحة المرأة بشكل عام، من خلال دعم الجهاز الهضمي والمناعة، والحفاظ على صحة المهبل، وتعزيز الصحة النفسية.
ما هي البروبيوتيك؟
البروبيوتيك هي كائنات دقيقة حية تسكن بشكل طبيعي الجهاز الهضمي للإنسان، ولكنها تتواجد أيضًا في أماكن أخرى مثل الجلد والفم والمهبل. وعلى عكس البكتيريا الضارة التي قد تسبب الأمراض، تُعرف البروبيوتيك بأنها "بكتيريا صديقة" أو "بكتيريا نافعة" لأنها تساهم في صحة الجسم بطرق عديدة.
عالم البروبيوتيك واسع ومتنوع، ويضم أنواعًا مختلفة من البكتيريا والخميرة. بعض السلالات الأكثر شيوعًا المستخدمة في المكملات الغذائية والأطعمة المخمرة تشمل:
- بكتيريا اللاكتوباسيلس (Lactobacillus): وهي من أكثر أنواع البروبيوتيك دراسة، وتتواجد بشكل طبيعي في الأمعاء ومنتجات الألبان المخمرة مثل الزبادي.
- بكتيريا البيفيدو بكتريا (Bifidobacterium): توجد هذه البكتيريا أيضًا بشكل طبيعي في الأمعاء، وقد تلعب دورًا مهمًا في صحة الجهاز الهضمي والمناعة لدى الرضع.
- خميرة السكاروميسيس بولارد (Saccharomyces boulardii): على الرغم من أنها ليست بكتيريا، إلا أن هذه الخميرة تُستخدم أحيانًا كبروبيوتيك بسبب خصائصها المفيدة لصحة الأمعاء.
الباحثون لا يزالون يكتشفون كل جوانب عمل البروبيوتيك، لكن يُعتقد أنها تعمل من خلال عدة آليات، بما في ذلك:
تعزيز البكتيريا النافعة: تساعد البروبيوتيك على زيادة أعداد البكتيريا المفيدة في الأمعاء، مما يساعد على الحفاظ على التوازن الطبيعي للميكروبيوم.
إنتاج مواد مضادة للجراثيم: تنتج بعض سلالات البروبيوتيك مواد تساعد على تثبيط نمو البكتيريا الضارة.
تعزيز المناعة: يُعتقد أن البروبيوتيك تساعد على تعزيز جهاز المناعة عن طريق تحفيز الخلايا المناعية.
من المهم ملاحظة أن فوائد البروبيوتيك تختلف اعتمادًا على السلالة المحددة. على سبيل المثال، قد يكون سلالة معينة من اللاكتوباسيلس مفيدة لعلاج الإسهال، بينما قد تكون سلالة أخرى مفيدة لتحسين صحة المهبل.
فوائد البروبيوتيك للنساء:
تُقدم البروبيوتيك العديد من الفوائد الصحية للنساء، بما في ذلك:
تحسين صحة الجهاز الهضمي: تُساعد البروبيوتيك على تحسين الهضم، وعلاج الإمساك والإسهال، وتخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي.
تعزيز المناعة: تُساعد البروبيوتيك على تقوية الجهاز المناعي، مما يقلل من خطر الإصابة بالعدوى والأمراض.
الحفاظ على صحة المهبل: تُساعد البروبيوتيك على الحفاظ على توازن البكتيريا في المهبل، مما يقلل من خطر الإصابة بعدوى الخميرة والالتهابات المهبلية.
تعزيز الصحة النفسية: تُشير بعض الدراسات إلى أنّ البروبيوتيك قد تُساعد في تحسين الحالة المزاجية وتقليل أعراض القلق والاكتئاب.
تقوية العظام: تُساعد البروبيوتيك على امتصاص الكالسيوم بشكل أفضل، مما يُقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
كيفية استعمال بروبيوتيك للنساء:
تتوفر البروبيوتيك في العديد من الأشكال، بما في ذلك:
المكملات الغذائية: تُباع البروبيوتيك في شكل كبسولات أو أقراص أو مسحوق.
الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك: تشمل الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك الزبادي، والكيمتشي، والملفوف، و الكومبوتشا.
ما هي البروبيوتيك المفيدة لالتهاب المسالك البولية عند النساء؟
تُعدّ عدوى المسالك البولية (UTIs) من أكثر الأمراض شيوعًا عند النساء، حيث تُصيب ملايين النساء سنويًا. تنتج هذه العدوى عن دخول البكتيريا إلى المسالك البولية، مما يُسبب أعراضًا مثل الحرقان عند التبول، وتكرار التبول، وألمًا في منطقة الحوض السفلي.
أظهرت بعض الدراسات أن تناول أنواع معينة من البروبيوتيك قد يُساعد في منع أو علاج عدوى المسالك البولية عند النساء.
البروبيوتيك الأكثر فائدة لعدوى المسالك البولية:
- لاكتوباسيلوس: تشمل هذه السلالة سلالات مثل Lactobacillus rhamnosus و Lactobacillus crispatus. تُشير الدراسات إلى أن هذه السلالات قد تساعد في منع عدوى المسالك البولية عن طريق منع البكتيريا الضارة من الالتصاق بجدران المسالك البولية.
- بفيدوباكتريا: تشمل هذه السلالة سلالات مثل Bifidobacterium lactis. أظهرت بعض الدراسات أن هذه السلالة قد تساعد في علاج عدوى المسالك البولية عن طريق تعزيز وظيفة المناعة.
قيمة مكملات البروبيوتيك للنساء: تعزيز الصحة العامة من الداخل
1. دعم صحة الجهاز الهضمي:
تلعب البروبيوتيك دورًا هامًا في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي من خلال:
- تحسين الهضم: تُساعد البروبيوتيك على تكسير الطعام وامتصاص العناصر الغذائية بشكل أفضل.
- علاج الإمساك والإسهال: تُساعد البروبيوتيك على تنظيم حركة الأمعاء، وعلاج الإمساك والإسهال، وتخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي.
- تقوية جهاز المناعة: تُساعد البروبيوتيك على تعزيز جهاز المناعة عن طريق تحفيز الخلايا المناعية ومكافحة البكتيريا الضارة.
- الحفاظ على صحة المهبل: تُساعد البروبيوتيك على الحفاظ على توازن البكتيريا في المهبل، مما يُقلل من خطر الإصابة بعدوى الخميرة والالتهابات المهبلية.
- تعزيز الصحة النفسية: تُشير بعض الدراسات إلى أنّ البروبيوتيك قد تُساعد في تحسين الحالة المزاجية وتقليل أعراض القلق والاكتئاب.
- تقوية العظام: تُساعد البروبيوتيك على امتصاص الكالسيوم بشكل أفضل، مما يُقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
2. فوائد إضافية:
تُقدم مكملات البروبيوتيك العديد من الفوائد الإضافية للنساء، بما في ذلك:
- تخفيف أعراض الدورة الشهرية: تُشير بعض الدراسات إلى أنّ البروبيوتيك قد تُساعد في تخفيف أعراض الدورة الشهرية مثل آلام البطن والانتفاخ وتقلبات المزاج.
- تحسين صحة البشرة: تُشير بعض الدراسات إلى أنّ البروبيوتيك قد تُساعد في تحسين صحة البشرة عن طريق تقليل الالتهابات وحب الشباب.
- تعزيز صحة اللثة: تُشير بعض الدراسات إلى أنّ البروبيوتيك قد تُساعد في تحسين صحة اللثة وتقليل خطر الإصابة بأمراض اللثة.
تُعدّ مكملات البروبيوتيك إضافة قيّمة لنظام غذائي صحي للمرأة، حيث تُقدم العديد من الفوائد الصحية التي تُعزز صحتها العامة من الداخل.