
في السنوات الأخيرة، تصدر مصطلح الـ بروبيوتيك قائمة اهتمامات الآباء والأمهات الذين يسعون دائمًا لتوفير أفضل رعاية صحية لأطفالهم. هذا المصطلح الذي يبدو للوهلة الأولى معقدًا، يُخفي خلفه عالمًا من البكتيريا الصديقة التي تعيش داخل أمعاء أطفالنا، وتلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي وتعزيز مناعتهم.
تخيلوا أمعاء أطفالكم كغابة صغيرة، ولكن بدلًا من الحيوانات المفترسة، تقطنها أنواع مختلفة من البكتيريا. هناك البكتيريا الضارة التي تُسبب المشاكل الصحية، وهناك البكتيريا النافعة أو البروبيوتيك التي تُشبه جنودًا أشداء يحاربون البكتيريا الضارة ويحافظون على التوازن الطبيعي داخل الغابة.
يُعدّ البروبيوتيك بمثابة هدية ثمينة لأطفالنا، فهو يُساعدهم على النمو والتطور بشكلٍ سليم، ويُقلل من خطر الإصابة بالعدوى والأمراض.
في هذا المقال الشامل، سنأخذكم في رحلة إلى عالم البروبيوتيك للأطفال. سنكشف عن فوائده المتعددة التي تُسهم في صحة أطفالكم البدنية والنفسية، وسنجيب على كل الأسئلة التي تُشغل بالكم، مثل: ما هو البروبيوتيك بالضبط؟ وهل يُفيد الأطفال الرضع الذين يرضعون طبيعيًا؟ ومتى يُنصح بإعطاء البروبيوتيك للأطفال؟
لنستكشف معًا هذا العالم الرائع الذي سيمنح أطفالكم صحةً وراحةً أكبر.
ما هو البروبيوتيك وفوائده المتعددة للأطفال؟
البروبيوتيك مصطلح يُطلق على الكائنات الحية الدقيقة النافعة التي تعيش في الجهاز الهضمي للإنسان، وتلعب دورًا هامًا في الحفاظ على صحة الجسم بشكلٍ عام.
وتتعدد فوائد البروبيوتيك للأطفال، ونذكر منها ما يلي:
1. تعزيز صحة الجهاز الهضمي:
- يُساعد البروبيوتيك على تحسين عملية الهضم، وعلاج الإمساك والإسهال، وتقليل أعراض الانتفاخ والغازات.
- يُساهم في امتصاص العناصر الغذائية بشكلٍ أفضل، مما يُعزز نمو الطفل وتطوره.
- يُقلل من خطر الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي مثل متلازمة القولون العصبي والتهاب الأمعاء.
2. تقوية المناعة:
- يُساعد البروبيوتيك على تعزيز دفاعات الجسم ضد العدوى، وتقليل خطر الإصابة بالأمراض.
- يُقلل من خطر الإصابة بالتهابات الأذن والأنف والحلق.
- يُساعد على الوقاية من الحساسية.
3. تحسين صحة الفم:
- يُساعد البروبيوتيك على مكافحة البكتيريا الضارة في الفم، ومنع تسوس الأسنان.
- يُقلل من خطر الإصابة بأمراض اللثة.
4. تعزيز صحة البشرة:
- يُساهم البروبيوتيك في علاج بعض الأمراض الجلدية مثل الأكزيما والتهاب الجلد.
- يُحسّن من صحة البشرة بشكلٍ عام.
5. تحسين الصحة النفسية:
- تُشير بعض الدراسات إلى أن البروبيوتيك قد يُساعد في تحسين الحالة المزاجية وتقليل التوتر والقلق.
- يُقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب.
6. فوائد أخرى:
- يُساعد البروبيوتيك على تحسين امتصاص اللاكتوز، مما يُفيد الأطفال الذين يُعانون من حساسية اللاكتوز.
- يُقلل من خطر الإصابة بالعدوى الفطرية.
- يُساعد على تحسين وظائف المخ.
هل البكتيريا النافعة تنفع للاطفال؟
نعم، البكتيريا النافعة أو البروبيوتيك تُفيد الأطفال بشكلٍ كبير، فهي تُساهم في:
- الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي: يُعدّ الجهاز الهضمي عند الأطفال أكثر حساسية من الجهاز الهضمي عند البالغين، ويُمكن أن يُعاني الأطفال من مشاكل هضمية مثل الإمساك والإسهال. يُساعد البروبيوتيك على تنظيم حركة الأمعاء، وعلاج هذه المشاكل، وتحسين عملية امتصاص العناصر الغذائية.
- تقوية المناعة: تُعدّ مناعة الأطفال ضعيفة نسبيًا، ويُمكن أن يُصابوا بسهولة بالعدوى. يُساعد البروبيوتيك على تعزيز دفاعات الجسم ضد العدوى، وتقليل خطر الإصابة بالأمراض.
- الوقاية من الحساسية: تُشير بعض الدراسات إلى أن البروبيوتيك قد يُساعد في الوقاية من الحساسية، خاصةً عند الأطفال الذين يُعانون من حساسية الطعام.
في أي عمر يجب أن أبدأ البروبيوتيك؟
يُمكن إعطاء البروبيوتيك للأطفال منذ الولادة، خاصةً للأطفال الذين يُعانون من مشاكل هضمية.
ولكن، من المهم استشارة الطبيب قبل إعطاء البروبيوتيك للأطفال، خاصةً الرضع، لضمان اختيار النوع المناسب والجرعة الصحيحة.
هل يحتاج الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية إلى الـ بروبيوتيك؟
يُعدّ حليب الأم غنيًا بالبكتيريا النافعة التي تُساعد على نمو الجهاز الهضمي للطفل وتقوية مناعته، لكن إذا كان الطفل يعاني من مشاكل هضمية يرجى استشارة الطبيب.
ولكن، قد يُنصح بإعطاء الـبروبيوتيك للأطفال الذين يُرضعون رضاعة طبيعية جزئية أو اصطناعية، وكذلك تُعد استشارة الطبيب هي أضمن شي فيما يتعلق بشأن الأطفال الرُضّع.
وأخيراً.. يُعد الـبروبيوتيك من المكملات الغذائية الهامة التي تُساهم في تعزيز صحة الأطفال وتعزيز مناعتهم. استشر طبيبك حول ما إذا كان الـبروبيوتيك يُناسب طفلك، واختر النوع والجرعة الصحيحة لتحصلي على أفضل النتائج.